علم البديع شرح التورية بطريقة مبسطة وذكر انواعها وكيفية استخراج التورية مع الامثلة بالتفصيل
علم البديع شرح التورية بطريقة مبسطة وذكر انواعها وكيفية استخراج التورية مع الامثلة بالتفصيل
 |
| علم البديع شرح التورية انواعها وكيفية استخراج التورية مع الامثلة بالتفصيل افة شرح |
البلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحة الفاظه مفردها ومركبها
اصطلاحًا علم تعرف به الوجوه والمزايا التي تكسب الكلام حسنًا وقبولًا بعد رعاية
المطابقة لمقضتى الحال ووضوح دلالته بخلوها من التعقيد المعنوي .
واضع هذا العلم ومدوّن قواعده هو الخليفة أبو العباس عبدالله بن المعتز .
وقد توالت التآليف بعد ابن المعتز حتى وصل عدد المحسنات البديعية عند عبد الغني
النابلسي.
وجوه التحسين البديعي :
المحسنات البديعية المعنوية ( الغاية تحسين المعنى )
1_ التورية
2_ الطباق
3- المقابلة
4- حسن التعليل
5- تأكيد المدح بما يشبه الذم
6- اللف والنشر
7-الإرصاد
8-التقسيم
9-تجاهل العارف
10-مراعاة النظير
11- تشابه الأطراف
12- التوجيه
13- الاستخدام
14- المشاكلة
15- الرجوع
16- العكس( التبديل)
17- حسن التعديد
18- الهزل الذي يراد به الجد
المحسنات البديعية اللفظية
الغاية تحسين اللفظ
التورية:
هو أن يذكر المتكلم لفظًا مفردًا له معنيان ، أحدهما قريب غير مقصود ودلالة اللفظ عليه
ظاهرة ، والآخر بعيد مقصود
ودلالة اللفظ عليه خفية
قال تعالى " وهو الذي يتوفكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار "
فالتورية في لفظة ( جرحتم ) إذا إن المعنى القريب هو الجرح الحقيقي أي شق الجلد
والمعنى البعيد المقصود : ارتكاب الذنوب .
وصاحب لما أتاهُ الغنى تاه ونفس المرءِ طماعة
وقيل هل أبصرتَ منهُ يدًا تشكرها قلتُ ولا راحة
التورية في كلمة ( راحة) والمعنى القريب المورى به هو(الكف ) وهو المتبادر بقرينة
ذكر اليد ، أما المعنى البعيد المقصود المورى عنه فهو ( ضد التعب )
ولما نأتْ عنَّا العشيرة كلها أنحنا فحالفنا السيوف على الدهر
فما اسلمتنا عندَ يومِ كريهة ولا نحن اغضينا الجفون على وتر
فالتورية في لفظة ( الجفون ) وهي تحتمل معنين
أولهما : القريب غير المقصود المورى به وهو جفون العين
ثانيهما : البعيد المقصود المورى عنه وهو اغماد السيوف
.
من هنا قسمت التورية إلى أربعة أقسام :
1_ التورية المجردة : هي التي لم يذكر فيها لازم من لوازم المورى به وهو المعنى
القريب ولا من لوازم المورى عنه ، وهو المعنى البعيد ومن ذلك قوله تعالى :
" الرحمن على العرش استوى " وقوله " ولما فصلتِ العير قال ابوهم إني لأجد ريحَ
يوسف يوسف لولا أن تفندون * وقالوا تالله إنَّك لفي ضلالك القديم "
فعبارة (إنك لفي ضلالك القديم معنيان :
_الأول القريب غير المقصود وهو : أن أباهم مازال ضالًا مع أوهامه في أن يعود إليه
يوسف
_الثاني : البعيد المقصود وهو : أن أباهم ما زال ضالًا في إثيارة يوسف وشقيقه بنيامين
على سائر بنيه
2_ التورية المرشحة : هي التي يذكر فيها لازم من لوازم المورى به وهو المعنى
القريب ، وسميت بذلك لتقويتها بذكر لازم المورى به وتارة يذكر لازم قبل لفظ التورية
وتارة بعده .
" والسماء بنيناها بأييدٍ" فالتورية هنا في كلمة بإيد
١_ معنى قريب مورى به : وهو اليد الجارحة وذكر من لوازمه على جهة الترشيح
البنيان
٢_معنى بعيد مورى عنه : وهو القوة وعظمة الخالق ، وهو المراد فالله سبحانه وتعالى
منزه عن المعنى الأول
قول عمر بن أبي ربيعة :
أيها المنكح الثريا عَمركَ الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقلت وسهيلٌ إذا استقل يَمانِ
فالتورية في كلمتي ( الثريا وسهيل) لأن لهما معنيان :
أحدهما : الكواكب الموجودة في السماء وهو المعنى القريب الظاهر غير المراد ، وسبب
تبادره إلى الذهن أن كلًا من الثريا وسهيل قد رشحّ صاحبه للتورية فقوى لفظ الثريا على
إيهام القصد بالثريا إلى المنزلة المشهورة
الثانية : الثريا هي الثريا زوجة سهيل وهي شامية الدار والقبيلة لأنها من بني أمية
الأصغر.
ابن عبد شمس : سهيل : هو سهيل وهو يماني الدار لا القبيلة .
3_ التورية المبينة : وهي ما ذكر فيها لازم من لوازم المورى عنه قبل لفظ التورية أبو
بعده ومن أمثلتها قول شرف الدين بن عبد العزيز :
قالوا : أما في جلق نزهة تنسيك من أنت به مُعزى
يا عذالي دونك من من لحظة سهمًا ومن عارضه سطرا
فالتورية هنا في كلمتي ( سهم وسطر) لأن لهما معنين:
معنى قريب مورى بهما غير مقصود وهو : الحظ العين وسطر العارض .
معنى بعيد مورى عنهما وهو المراد وهو : متنزها سهم وسطر وكلاهما من متنزهات
جلّق (دمشق )وقد ذكر الشاعر قبلهما كلمة نزهة وهي لازم من لوازم المورى عنهما
على جهة التبين .
4_ التورية المهيأة : هي أن لا يتهيأ في الكلام تورية إلا باللفظ الذي قبله أو الذي بعده
أو تكون التورية في لفظتين لولا كل منهما لا تهيأت التورية في الآخر .
وسيرك فينا سيرة عمرية فروّحتَ عن قلب وأفرجت عن كرب
وأظهرت فينا من سمَّيك سُنةً فأظهرت ذاك الغرض من ذلك النُّدب
التورية : ( الغرض والندب)
_ الأول المورى بهما وهو المعنى القريب غير المقصود ويعنيان ( حكمين شرعين) .
الثاني : المورى عنهما وهو المعنى البعيد المقصود ويعنيان على التوالي ( العطاء ،
السريع في قضاء الحاجة ) ولولا ذكر السنة لما تهيأت التورية ولا فهم الحكمان .
قال تعالى : " اذكرني عند ربك فأنه فأنساه الشيطان ذكر به"
فالتورية في كلمة ربه :
معنى قريب هو الإله سبحانه وتعالى .
ومعنى بعيد هو الملك وهو المراد .
لاتنسى مشاركة المقال إذا أعجبك الشرح
للاستفسار اترك تعليق أو كلمة شكر اسفل المقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق