البلاغة العربيةعلم البيان
شرح انواع التشبيه الضمني والمقلوب والثمثيلي مع الامثلة وما هي اغراض التشبيه بالتفصيل
شرح انواع التشبيه الضمني والمقلوب والثمثيلي مع الامثلة وما هي اغراض التشبيه بالتفصيل
علم البيان : أصول وقواعد يُعرف بها إيراد المعنى الواحد ، بطرق يختلف بعضها عن بعض ، في وضوح الدلالة العقلية على ذلك المعنى نفسه .
مباحث علم البيان :
1_ التشبيه
2_ المجاز
3_ الكناية
أولًا : التشبيه :
هو إلحاق أمر بأمر آخر في صفة أو أكثر بأداة من أدوات التشبيه ملفوظة أو ملحوظة .
أركان التشبيه :
المشبه ، والمشبه به ، هما طرفان ، وهما ركنان ، أما الأداة ووجه الشبه فركنان فقط .
والفرق بين الركن والطرف في التشبيه : أن الركن يمكن وجود التشبيه بدونه ، بل إن
حذفه أفضل من ذكره ، أما الطرف فلا يمكن وجود التشبيه بدونه .
ووجه الشبه هو المعنى المشترك بين الطرفين ، كالرقة في تشبيه الفتاة بالزهرة
والرشاقة في تشبيهها بالغزال .
أدوات التشبيه :
أداة التشبيه هي أية لفظة تشعر بالمشابهة والمماثلة ، وتقسم أدوات التشبيه إلى قسمين :
1_ الأدوات الأصلية : الكاف ، كأن ، مثلُ ، وشِبهُ .
2_ الأدوات الفرعية : هى كل لفظ يؤدي معنى المشابهة مثل : شابه ، ضارع ، ماثل ،
ماكي . يضاف إليها أفعال القلوب مثل : حَسِب ، ظنّ، خال...
أقسام التشبيه باعتبار وجه الشبه والأداة :
1_ التشبيه المرسل : ما ذكرت فيه الأداة ، فهو التشبيه الذي قبل بطريقة عفوية ، أي
أرسل بلا تكلف ، فذكرت أداة التشبيه بين الطرفين .
2_ التشبيه المؤكد : ما حذفت منه الأداة ، ويقصد بالمؤكد أن التشابه بين الطرفين أكيد .
3_ التشبيه المفصل : ما ذكر فيه وجه الشبه .
4_ التشبيه المجمل : ما حذف منه وجه الشبه، أي أن التشبيه مختصر مجموع .
5_ التشبيه البليغ : ما حذف منه الأداة ووجه الشبه
هناك أنواع أخرى للتشبيه :
1_ التشبيه الضمني :
هو نوع من التشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه
المعروفة ، وإنما يلمح التشبيه ويعرف من قرينة الكلام ومضمونه ، ولذلك سمي تشبيهًا
ضمنيًا .
مثال :
أبي فراس الحمداني :
سيذكرني قومي إذا جَدَّ جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدْرُ
الشرح :أن قومي الذين اهملوني وتركوني في الأسر كأنهم قد نسوني سيذكروني عندما
يجدّ الجدّ ، وعندما يتعرضون لحرب قوية يحتاجون فيها لقائد عظيم مثل أبي فراس
فحالي كحال البدر ينساه الناس في الليالي المقمرة ، إذا لا يشعرون بالحاجة إليه ولكنهم
في الليالي المظلمة يفتقدونه ويتمنون طلوعه .
* شبه الشاعر نفسه بالبدر وشبه الحروب والظروف العصيبة بالظلام ، وشبه حاجة
قومه إليه أيام الأزمات كحاجة الناس إلى ضياء البدر في الليالي الحالكات وقد ضمن أبو
فراس بيته هذا التشبيه دون أن يصرح بمشبه ومشبه به .
المتنبي :
وأصبح شِعري منهما في مكانهِ وفي عُنُق الحسناءِ يُسْتَحَسنُ العِقدُ
التشبيه التمثيلي :
هو التشبيه الذي يكون فيه وجه الشبه صورة منتزعة من مركب ، ومن أمثلة ذلك قول
ابن المعتز :
قد انقضت دولة الصيامِ. بَشَّر سُقمُ الهلالِ بالعيد
قول المتنبي :
يهزُّ الجيش حولكَ جانبيه كما نفضتْ جناحيها العقاب
يشبه المتنبي صورة جانبي الجيش ، ميمنته وميسرته ، وسيف الدولة بينهما ، وما
فيهما من حركة واضطراب بصورة عقاب تنفض جناحيها وتحركهما .
ووجه الشبه هنا ليس مفردًا ولكنه منتزع من متعدد وهو وجود جانبين لشيء في حال
حركة وتموج .
قوله تعالى : مثلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل اللهِ كمثل حبةٍ أنبتت سبعَ سنابل في كل
سنبلة مائة حبة واللَّهُ يضاعف لمن يشاءُ والله واسع عليم "
المشبه: حال من ينفق قليلًا من المال في سبيل الله ثم يلقى عليه جزاء جزيلًا .
المشبه به : حال من بذر حبة فأنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة .
ووجه الشبه : صورة من يعمل قليلًا فيجني من ثمار عمله كثيرًا .
وقوله تعالى : "إنَّا أرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في يوم نخسٍ مستمرٍ* تنزع الناس كأنهم أعجازُ نخلٍ منقمرٍ"
المشبه الضمير في كأنهم ، أي قوم عاد أصحاب هود عليه السلام حيث أهلكوا بالريح
الصرصر الشديدة فأصبحوا في ديارهم جاثمين .
وقوله تعالى : اعلموا أنما الحيو'ة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في
الأموال والأولاد كمثل غيثٍ أعجَبَ الكفار نباتُهُ ثم يهيج فتراه مصغرًا ثم يكون حطامًا
وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من اللهِ ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
المشبه: حال الدنيا في مسراتها وسرعة تقضيها ، وانتهائها ، وكأنها طيف خيال .
المشبه به : حال نبات نما وقوي وأعجب به الزارع ، ثم أصابته آفة فيبس وأصفر وتفتت
حطامًا وتقطع أجزاء .
الأداة : الكاف من قوله ( كمثل ) ووجه الشبه : الإعجاب ثم سرعة الإنقلاب وفيه احتقار
للدنيا والتحذير من الاغترار .
قوله تعالى " مثل الذين حُمِلُوا التوارة ثم لم يحملوها كمثل الحِمار يحملُ أسفارًا"
المشبه : صورة الذين أنزلت عليهم التوراة ولم يعملوا بها ( وهم اليهود)
المشبه به : صورة الحمار الذي يحمل أسفارًا ( كتبًا جليلة) ولا يفقه أهميتها .
ووجه الشبه : صورة من يحمل شيئًا مهما ، يجهل قيمته .
وقوله تعالى: " ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات اللهِ وتثبيتًا من انفسكم كمثل
جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها "
المشبه : صورة من ينفق أمواله ابتغاء مرضات الله .
المشبه به : صورة الجنة التي آتت أكلها ضعفين نتيجة ما أصابها من طيران المطر .
أي أن كل من ينفق أمواله في سبيل الله يضاعف الله له الثواب .
قول بشار بن برد :
كأن مُثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافَنَا ليل تهاوى كواكبه
المشبه: صورة الغبار الذي يغشى ساحة الوغى فيظلمها ، وقد لمعت فيها السيوف .
المشبه به : صورة الكواكب التي تلمع أثناء تحركها وتساقطها في الظلام .
ووجه الشبه : بريق جسم أبيض في وسط ظلام أسود .
3_ التشبيه المقلوب :
هو جعل المشبه مشبهًا به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر ، ومن أمثلة ذلك قول محمد الحميري .
وبدا الصباح كأن غرته وجهُ الخليفة حين يُمتَدحُ
فالشاعر قلب التشبيه في هذا البيت ، إذ شبه غرة الصباح بوجه الخليفة إبهامًا أن الاشراق " ووجه الشبه أتم في وجه الخليفة منه في الصباح .
قول البحتري في وصف بركة المتوكل :
كأنها حِينَ لجتْ في تدفقها يدُ الخليفة لمَّا سال واديها
فقد شبه الشاعر تدفق مياه البركة كتدفق يد الخليفة في العطاء .
وقول الشاعر :
أحنّ لهم ودونهم فلاةٌ كأن فسيحها صدر الحليمِ
المشبه : فسيح الفلاة
المشبه به : صدر الحليم
نوع التشبيه مقلوب ، فالمعهود تشبيه صدر الحليم ، ولكن الشاعر عكس التشبيه رغبة في المبالغة .
أغراض التشبيه :
الغرض من التشبيه هو إظهار صفة المشبه عن طريق مقابلتها بصفة مماثلة هي صفة المشبه به ، غير أنها أعظم منها ولهذا الغاية فوائد كثيرة :
1_ بيان حال المشبه : إذا كان غير معروف الصفة قبل التشبيه ، كقول النابغة يمدح النعمان
فإنك شمس والملوك كواكب إذا برزت لم يبدُ منهنَّ كوكب
ومن ذلك قوله تعالى في بيان حال المنافقين في نفارهم عن الحق ، وذهابهم عن الدين
" كأنهم حُمرٌ مستنفرة * فرَّت من قسورة "
ومن ذلك حين أراد أن يبين ضعف ايمان المنافقين
مثل الذين اتخذوا من دون اللهِ أولياء كمثلِ العنكبوتِ اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوتِ لبيتُ العنكبوتِ لو كانوا يعلمون "
فالمشبه في الأمثلة السابقة اتضحت معالمه بعد ذكر المشبه به .
2_ بيان إمكان حال المشبه ، وذلك حين يسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له معروف واضح ليثبت في ذهن السامع كقول ابن الرومي :
ويلاهُ إن نظرتْ وإن هي أعرضتْ وقع السهامِ ونزعهنَّ أليمُ .
شبه نظرها بوقع السهام وإعراضها بنزعها ، بيانًا لإمكان إيلامها بها جميعًا .
إذا أعجبك الشرح قم بمشاركته
اترك لي تعليق اسفل المقال إذا كان لديك استفسار
***********************
***********************
هناك 5 تعليقات:
ممتاز مفيد وشامل
واو مختصر ومفيد جدا
يعطيكم العافيه
شكرًا لك
جزاك الله خيرًا
إرسال تعليق